قال السائل: فقد حددته إذ أثبت وجوده 1)، قال أبو عبد الله عليه السلام: لم أحده ولكن أثبته إذ لم يكن بين الاثبات والنفي منزلة.
قال السائل: فله إنية ومائية 2)؟ قال: نعم، لا يثبت الشئ إلا بإنية ومائية.
قال السائل: فله كيفية؟ قال: لا لان الكيفية جهة الصفة والإحاطة 3)
____________________
1) ايراد سؤال على كونه موجودا بأن اثبات الوجود له يوجب التحديد: إما باعتبار التحدد بصفة هو الوجود، أو باعتبار كونه محكوما عليه، فيكون موجودا في الذهن محاطا به.
والجواب أنه لا يلزم تحديده وكون حقيقته حاصلة في الذهن، أو محدودة بصفة، فان الحكم لا يستدعي حصول الحقيقة في الذهن، والوجود ليس من الصفات المغايرة التي تحد بها الأشياء. واليه أشار بقوله عليه السلام (لم أحده ولكني أثبته إذ لم يكن بين النفي والاثبات منزلة) فلما انتفى النفي ثبت الثبوت، وفي هذا دلالة على امتناع أن يكون الوجود موجودا بالبرهان بل هو بديهي، كما هو أحد القولين.
2) الآنية: الوجود، والمائية، الحقيقة، وهما فيه تعالى واحد وفي غيره مختلفان.
3) أي الكيفية حال الشئ باعتبار الاتصاف بالصفة، كما لا بيض لمن اتصف بصفة البياض، أو لمن أحاط به البياض.
والجواب أنه لا يلزم تحديده وكون حقيقته حاصلة في الذهن، أو محدودة بصفة، فان الحكم لا يستدعي حصول الحقيقة في الذهن، والوجود ليس من الصفات المغايرة التي تحد بها الأشياء. واليه أشار بقوله عليه السلام (لم أحده ولكني أثبته إذ لم يكن بين النفي والاثبات منزلة) فلما انتفى النفي ثبت الثبوت، وفي هذا دلالة على امتناع أن يكون الوجود موجودا بالبرهان بل هو بديهي، كما هو أحد القولين.
2) الآنية: الوجود، والمائية، الحقيقة، وهما فيه تعالى واحد وفي غيره مختلفان.
3) أي الكيفية حال الشئ باعتبار الاتصاف بالصفة، كما لا بيض لمن اتصف بصفة البياض، أو لمن أحاط به البياض.