____________________
بأن سياق الكلام يقتضي أن يقال: فاخترت ما حرم الله عليك من حرامه مكان ما أحل الله لك من حرامه، وإنما قال صلى الله عليه وآله: من رزقه، مكان من حر أمه، فأطلق على الحرام اسم الرزق لمشاكلة قوله فلا أراني أرزق، وقوله صلى الله عليه وآله: لقد رزقك الله (1). انتهى.
وقال بعض أرباب الحديث: إن كان مراد الأشاعرة بقولهم (إن الله رزقهم الحرام) بمعنى أنه خلقه ومكنهم من التصرف فيه، فلا نزاع في أن الله سبحانه رزقهم بهذا المعنى، وإن كان المعنى أنه المؤثر في أفعالهم وتصرفاتهم في الحرام، فهذا إنما يستقيم على أصلهم الذي ثبت بطلانه، وإن كان الرزق بمعنى التمكين وعدم المنع من التصرف فيه بوجه، فظاهر أن الحرام ليس برزق بهذا المعنى عند عامة أهل المذاهب، وإن كان المعنى أنه قدر تصرفهم فيه بأحد المعاني التي مضت في القضا والقدر، أو خذلهم ولم يصرفهم جبرا عن ذلك، فبهذا المعنى يصدق أنه رزقهم الحرام.
أقول: لما ذهب الأشاعرة إلى أصلهم الفاسد من نفى الحسن والقبح العقليين ساغ لهم مثل هذه الأقاويل الفاسدة والخرافات الباردة مما يتفرع عليه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
1) وهي فتنة عبد الله بن الزبير لما كان واليا في الحجاز، وأخوه مصعب كان
وقال بعض أرباب الحديث: إن كان مراد الأشاعرة بقولهم (إن الله رزقهم الحرام) بمعنى أنه خلقه ومكنهم من التصرف فيه، فلا نزاع في أن الله سبحانه رزقهم بهذا المعنى، وإن كان المعنى أنه المؤثر في أفعالهم وتصرفاتهم في الحرام، فهذا إنما يستقيم على أصلهم الذي ثبت بطلانه، وإن كان الرزق بمعنى التمكين وعدم المنع من التصرف فيه بوجه، فظاهر أن الحرام ليس برزق بهذا المعنى عند عامة أهل المذاهب، وإن كان المعنى أنه قدر تصرفهم فيه بأحد المعاني التي مضت في القضا والقدر، أو خذلهم ولم يصرفهم جبرا عن ذلك، فبهذا المعنى يصدق أنه رزقهم الحرام.
أقول: لما ذهب الأشاعرة إلى أصلهم الفاسد من نفى الحسن والقبح العقليين ساغ لهم مثل هذه الأقاويل الفاسدة والخرافات الباردة مما يتفرع عليه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
1) وهي فتنة عبد الله بن الزبير لما كان واليا في الحجاز، وأخوه مصعب كان