8 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن مسكان، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أصلحك الله، قول الله عز وجل في كتابه فطرة الله التي فطر الناس عليها؟ قال: فطرهم على التوحيد عند الميثاق على معرفته 2) أنه ربهم، قلت: وخاطبوه؟ قال: فطأطأ رأسه، ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم.
____________________
عند أخذ الميثاق عليها الاقرار بوحدانيته تعالى، ومن ثم قال عليه السلام: من عرف نفسه فقد عرف ربه، وما تقدم من أن المعرفة موهبية، وأن الله سبحانه يوجدها في قلوب الناس، فمنهم من يذعن لقبولها فيكون مؤمنا، ومنهم من يتعامى عن قبولها فيكون كافرا وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم (1).
1) لعل المراد أنه تعالى خلقهم بحيث كانوا مستعدين لقبول أركان الايمان الثلاثة، وهذا لا ينافي ما ورد من أن عالم الذر قد ميز بين المؤمنين والكفار: إما لأنه سبحانه قد أوجد فيهم ذلك الاستعداد عند تكليفهم في ذلك العالم الميثاقي الذي خاطبهم فيه: ألست بربكم ومحمد نبيكم وعلي إمامكم؟ ثم وقع الانكار في هذا العالم، كما وقع من بعضهم إنكار التوحيد، ومن آخرين إنكار النبوة.
وإما لأنهم مهيئون له في هذا العالم الشهودي أيضا، لان الاباء ينصبان الأولاد كما ينصرانهم ويهودانهم، والحديث الثاني دال على المعنى الأول.
2) لان عالم الميثاق كان هو التكليف الأول وهذا العالم إنما جاء على وفقه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، ومن ثم قال بعض أكابر الصحابة: إن الناس
1) لعل المراد أنه تعالى خلقهم بحيث كانوا مستعدين لقبول أركان الايمان الثلاثة، وهذا لا ينافي ما ورد من أن عالم الذر قد ميز بين المؤمنين والكفار: إما لأنه سبحانه قد أوجد فيهم ذلك الاستعداد عند تكليفهم في ذلك العالم الميثاقي الذي خاطبهم فيه: ألست بربكم ومحمد نبيكم وعلي إمامكم؟ ثم وقع الانكار في هذا العالم، كما وقع من بعضهم إنكار التوحيد، ومن آخرين إنكار النبوة.
وإما لأنهم مهيئون له في هذا العالم الشهودي أيضا، لان الاباء ينصبان الأولاد كما ينصرانهم ويهودانهم، والحديث الثاني دال على المعنى الأول.
2) لان عالم الميثاق كان هو التكليف الأول وهذا العالم إنما جاء على وفقه حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، ومن ثم قال بعض أكابر الصحابة: إن الناس