قال: لا، قال: فما يدريك بما تحتها؟! قال: لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شئ، قال أبو عبد الله عليه السلام: فالظن عجز ما لم تستيقن، قال أبو عبد الله: فصعدت السماء؟! قال: لا، قال: فتدري ما فيها؟! قال: لا، قال: فأتيت المشرق والمغرب فنظرت ما خلفهما؟! قال: لا، قال: فعجبا لك، لم تبلغ المشرق ولم تبلغ المغرب ولم تنزل تحت الأرض ولم تصعد السماء ولم تخبر هنالك فتعرف ما خلفهن وأنت جاحد ما فيهن، وهل يجحد العاقل
____________________
الأرض من يستحق العبودية حتى يتعارف بين الناس أن ينسبوا أولادهم إلى عبوديته، وإن قلت: إن الأبوين سمياني بهذا من غير اطلاع مني، فالعاقلان لا يختاران للأعز عليهما إلا أحسن الأسماء عندهما، ولا ريب أن الاسم المهمل مما لا يقصدانه غالبا، سيما فيما كان ظاهره الاستعمال، كعبد الملك وعبد الله.
1) ابتدأ عليه السلام بإزالة إنكار الخصم وإخراجه من مرتبة الانكار إلى مرتبة الشك، لتستعد نفسه للاقبال على الحق، وقبول ما جبلت العقول تسليمه على قبولها والاذعان بها، فأزال إنكاره بأنه غير عالم بما تحت الأرض، وليس له سبيل إلى الجزم بأن ليس تحتها شئ ثم زاده بيانا بأن السماء التي لم يصعدها كيف يكون له الجزم والمعرفة بما فيها وما ليس فيها، وكذا المشرق والمغرب.
فلما عرف قبح إنكاره لما لا معرفة له فيه، وتنزل من الانكار إلى الشك، وأقر بأنه شاك بقوله (ولعل ذلك) تصديقا لقوله عليه السلام (فأنت من ذلك في شك) فأخذ عليه السلام في هدايته وقال ليس للشاك دليل ولا للجاهل حجة فليس لك إلا طلب
1) ابتدأ عليه السلام بإزالة إنكار الخصم وإخراجه من مرتبة الانكار إلى مرتبة الشك، لتستعد نفسه للاقبال على الحق، وقبول ما جبلت العقول تسليمه على قبولها والاذعان بها، فأزال إنكاره بأنه غير عالم بما تحت الأرض، وليس له سبيل إلى الجزم بأن ليس تحتها شئ ثم زاده بيانا بأن السماء التي لم يصعدها كيف يكون له الجزم والمعرفة بما فيها وما ليس فيها، وكذا المشرق والمغرب.
فلما عرف قبح إنكاره لما لا معرفة له فيه، وتنزل من الانكار إلى الشك، وأقر بأنه شاك بقوله (ولعل ذلك) تصديقا لقوله عليه السلام (فأنت من ذلك في شك) فأخذ عليه السلام في هدايته وقال ليس للشاك دليل ولا للجاهل حجة فليس لك إلا طلب