منها أن يمتنع من شرب الماء حتى يهلك عطشا ولا يزال يستسقي حتى إذا سقي الماء لم يشربه، فإذا استحكمت هذه العلة به فقعد للبول خرج منه شئ على هيئة صورة الكلاب الصغار (1)، قال صاحب الموجز في الطب: الكلب حالة كالجذام تعرض للكلب والذئب وابن آوي وابن عرس والثعلب، ثم ذكر غالب ما تقدم، وقال غيره: الكلب: جنون يصيب الكلاب فتموت وتقتل كل شئ عضته إلا الانسان فإنه قد يعالج فيسلم، قال: وداء الكلب يعرض للحمار ويقع في الإبل أيضا، فيقال:
كلبت الإبل تكلب كلبا، وأكلب القوم: إذا وقع في إبلهم، ويقال: كلب الكلب واستكلب: إذا ضري (2) وتعود أكل الناس انتهى.
وذكر القزويني في عجائب المخلوقات أن بقرية من أعمال حلب بئرا يقال لها: بئر الكلب إذا شرب منها من عضه كلب الكلب (3) برئ وهي مشهورة.
وأما السلوقي فمن طباعه أنه إذا عاين الظباء قريبة منه أو بعيدة عرف المقبل من المدبر ومشي الذكر من مشي الأنثى، ويعرف الميت من الناس والمتماوت حتى أن الروم لا تدفن ميتا حتى تعرضه على الكلاب فيظهر لهم من شمها إياه علامة يستدل بها على حياته أو موته، ويقال: إن هذا لا يوجد إلا في نوع منها يقال له:
القلطي وهو صغير الجرم قصير القوائم جدا ويسمى الصيني، وإناث السلوقي أسرع تعلما من الذكور، والفهد بالعكس، والسود من الكلاب أقل صبرا من غيرها.
وفي كتاب فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب لمحمد بن خلف المرزبان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلا قتيلا فقال: ما شأنه؟ فقالوا: إنه وثب على غنم بني زهرة فأخذ منها شاة فوثب عليه كلب الماشية