بدنا أو ريشا أو شعرا حتى يصير المكان عفنا.
قال الجاحظ: وربما كان الانسان قمل الطباع وإن تنظف وتعطر وبدل الثياب، قال: ومن طبعه أنه يكون في شعر الرأس في الأحمر أحمر، وفي الأسود الأسود وفي الأبيض أبيض، ومتى تغير الشعر تغير إلى لونه، وهو من الحيوان الذي إناثه أكبر من ذكوره، ويقال: ذكوره الصيبان، وقيل: الصيبان بيضه (1).
وقال: عنقاء مغرب (2) قال بعضهم: هو طائر غريب يبيض بيضا كالجبال وتبعد في طيرانها، وقيل: سميت بذلك لأنه كان في عنقها بياض كالطوق، وقيل: هو طائر يكون عند مغرب الشمس، وقال القزويني: إنها أعظم الطير جثة وأكبرها خلقة تختطف الفيل كما تختطف الحدأة الفأرة: وكانت في قديم الزمان بين الناس فتأذوا منها إلى أن سلب يوما عروسا بحليها فدعا عليها حنظلة النبي فذهب الله بها إلى بعض جزائر البحر المحيط وراء خط الاستواء وهي جزيرة لا يصل إليه الناس، وفيها حيوان كثير كالفيل والكركدن والجاموس والببر والسماع (3) وجوارح الطير، وعند طيران عنقاء مغرب يسمع لأجنحتها دوي كدوي الرعد العاصف (4) والسيل، وتعيش ألفي سنة وتتزاوج إذا مضى لها خمسمائة سنة، فإذا كان وقت بيضها ظهر بها ألم شديد ثم أطال في وصفها.
وذكر أرسطاطاليس في النعوت أن العنقاء قد تصاد فيصنع من مخاليبها أقداح عظام للشرب، قال: وكيفية صيدها أنهم يوقفون ثورين ويجعلون بينهما عجلة و يثقلونها بالحجارة العظام ويتخذون بين يدي العجلة بيتا يختبأ فيه رجل معه نار فتنزل العنقاء على الثورين لتخطفهما فإذا نشبت أظفارها في الثورين أو أحدهما لم تقدر على اقتلاعهما لما عليهما من الحجارة الثقيلة ولم تقدر على الاستقلال لتخلص بمخاليبها (5)