كالانسان إذا سقط في الماء غرق كالانسان الذي لا يحسن السباحة (1)، ويأخذ نفسه بالزواج والغيرة على الإناث وهما خصلتان من مفاخر الانسان، وإذا زاد به الشبق استمنى بفيه، وتحمل الأنثى ولدها كما تحمل المرأة، وفيه من قبول التأديب والتعليم ما لا يخفى، ولقد درب قرد ليزيد على ركوب الحمار وسابق به مع الخيل، وروى ابن عدي في كامله عن أحمد بن طاهر أنه قال: شهدت بالرملة قردا صائغا، (2) فإذا أراد أن ينفخ أشار إلى رجل حتى ينفخ له.
وروى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تشوبوا اللبن بالماء فان رجلا كان فيمن كان قبلكم يبيع اللبن ويشوبه بالماء فاشترى قردا وركب البحر حتى إذا لحج فيه ألهم الله تعالى القرد صرة الدنانير فأخذها وصعد الدقل ففتح الصرة و صاحبها ينظر إليه، فأخذ دينارا ورمى به في البحر ودينارا في السفينة حتى قسمها نصفين، فألقى ثمن الماء في البحر وثمن اللبن في السفينة.
وروى الحاكم في المستدرك عن عكرمة قال: دخلت على ابن عباس وهو يقرأ في المصحف قبل ذهاب بصره ويبكي، فقلت: ما يبكيك جعلني الله فداك؟ قال: هذه الآية: " واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت " (3) قال: ثم قال: أتعرف أيلة؟ قلت: وما أيلة قال: قرية كان بها أناس من اليهود فحرم الله تعالى عليهم صيد الحيتان يوم السبت، فكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأمثال المخاض، فإذا كان غير يوم السبت لا يجدونها ولم يدركوها (4) إلا بمشقة ومؤنة، ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا يوم السبت فربطه إلى وتد في الساحل وتركه في الماء حتى إذا كان الغد أخذه فأكله، ففعل ذلك أهل بيت منهم فأخذوا وشووا، فوجد جيرانهم ريح الشواء ففعلوا كفعلهم، وكثر ذلك فيهم، فافترقوا فرقا فرقة أكلت، وفرقة نهت