طريق مكة فمر به ثعلب وهم يتغدون فقال علي بن الحسين عليهما السلام لهم: هل لكم أن تعطوني موثقا " من الله لا تهيجون هذا الثعلب حتى أدعوه فيجيئ إلينا؟ فحلفوا له، فقال: يا ثعلب تعال - أو قال: ائتنا - فجاء الثعلب حتى وقع بين يديه فطرح إليه عراقا " فولى به ليأكله فقال لهم: هل لكم أن تعطوني موثقا " من الله وأدعوه أيضا " فيجيئ، فأعطوه فدعا فجاء، كلح رجل منهم في وجهه فخرج يعدو، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: أيكم الذي خفر ذمتي فقال رجل منهم: يا ابن رسول الله أنا كلحت (1) في وجهه ولم أدر فأستغفر الله فسكت (2).
أحمد بن الحسن، عن أحمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن بكير، عن عمر بن توبة، عن سليمان بن خالد قال: بينا أبو عبد الله البلخي مع أبي عبد الله عليه السلام ونحن معه إذا هو بظبي ينتحب ويحرك ذنبه فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أفعل إن شاء الله ثم أقبل علينا فقال: هل علمتم ما قال الظبي؟ فقلنا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال: إنه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة لأنثاه فأخذها ولها خشفان لم ينهضا ولم يقويا للرعي فسألني أن أسألهم أن يطلقوها وضمن لي إذا أرضعت خشفيها حتى يقويان على النهوض و الرعي أن يردها عليهم قال: فاستحلفته على ذلك فقال: برئت من ولايتكم أهل البيت إن لم أف وأنا فاعل ذلك إن شاء الله، فقال له البلخي: هذه سنة فيكم كسنة سليمان عليه السلام (3).
الحسن بن محمد القاشاني، عن أبي الأحوص داود بن أسد المصري، عن محمد بن جميل قال: حدثني أحمد بن هارون بن موفق مولى أبي الحسن عليه السلام قال: أتيت أبا الحسن عليه السلام لأسلم عليه فقال لي: اركب ندور في أموال له قال: فركبت فأتيت فازة له (4) قد ضربت على جداول ماء كانت عنده خضرة، فأستنزه ذلك فضربت له الفازة هناك، فجلست حتى أتى وهو على فرس فقمت فقبلت فخذه ونزل وأخذت ركابه وأمسكت عليه فلما