أعاده الله كما كان، وذلك قول الله: " لا مقطوعة ولا ممنوعة " وإن رطبها لأمثال القلال و موزها ورمانها أمثال الدلي (1) وأمشاطهم ومجامرهم الدر.
وعنه، عن عوف، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله في قول الله تبارك وتعالى: " طوبى لهم وحسن مآب " يعني وحسن مرجع، فأما طوبى فإنها شجرة في الجنة ساقها في دار محمد صلى الله عليه وآله ولو أن طائرا " طار من ساقها لم يبلغ فرعها حتى يقتله الهرم، على كل ورقة منها ملك يذكر الله، وليس في الجنة دار إلا فيها غصن من أغصانها وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تحمل لهم ما يشاؤون من حليها وحللها وثمارها لا يؤخذ منها شئ إلا أعاده الله كما كان، بأنهم كسبوا طيبا " وأنفقوا قصدا " وقدموا فضلا " فقد أفلحوا وأنجحوا.
وعنه، عن عوف، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أهل الجنة جرد مرد مكحلين، مكللين، مطوقين، مسورين مختمين، ناعمين، محبورين، مكرمين، يعطى أحدهم قوة مائة رجل في الطعام والشراب والشهوة والجماع، قوة غذائه قوة مائة رجل في الطعام والشراب ويجد لذة غدائه مقدار أربعين سنة، ولذة عشائه مقدار أربعين سنة، قد ألبس الله وجوههم النور وأجسادهم الحرير بيض الألوان، صفر الحلي، خضر الثياب.
وعنه، عن عوف، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أهل الجنة يحيون فلا يموتون أبدا "، ويستيقظون فلا ينامون أبدا "، ويستغنون فلا يفتقرون أبدا "، ويفرحون فلا يحزنون أبدا "، ويضحكون فلا يبكون أبدا "، ويكرمون فلا يهانون أبدا "، ويفكهون ولا يقطبون أبدا " (2) ويحبرون ويسرون أبدا "، ويأكلون فلا يجوعون أبدا "، ويروون فلا يظمؤون أبدا "، ويكسون فلا يعرون أبدا "، ويركبون ويتزاورون أبدا "، يسلم عليهم الولدان المخلدون أبدا "، بأيديهم أباريق الفضة وآنية الذهب أبدا "، متكئين على سرر أبدا " على الأرائك ينظرون أبدا "، تأتيهم التحية والتسليم من الله أبدا "، نسأل الله الجنة برحمته إنه على كل شئ قدير (3).