به ولقد سمعوه يوما " وهو يقول: والله ما أتيتكم اختيارا " ولكن أتيتكم سوقا " (1)، أما والله لتصيرن بعدي سبايا سبايا يغيرونكم ويتغاير بكم، أما والله إن من ورائكم الأدبر، لا تبقى ولا تذر، والنهاس الفراس القتال الجموح (2)، يتوارثكم منهم عدة يستخرجون كنوزكم من حجالكم ليس الآخر بأرأف بكم من الأول، ثم يهلك بينكم دينكم و دنياكم، والله لقد بلغني أنكم تقولون: إني أكذب فعلى من أكذب أعلى الله؟! فأنا أول من آمن بالله أم على رسوله؟! فأنا أول من صدق به، كلا والله أيها اللهجة عمتكم شمسها (3) ولم تكونوا من أهلها، وويل لأمه، كيلا " بغير ثمن، لو أن له وعاء (4) ولتعلمن نبأه بعد حين، إني لو حملتكم على المكروه الذي جعل الله عاقبته خيرا " إذا كان فيه وله، فإن استقمتم هديتم، وإن تعوجتم أقمتكم، وإن أبيتم تداركتكم، لكانت الوثقى التي لا تعلى، ولكن بمن؟ وإلى من؟، أداويكم بكم وأعاتبكم بكم (5)، كناقش الشوكة بالشوكة أن ضلعها معها (6)، يا ليت لي من بعد قومي قوما "، وليت أن أسبق يومي.
هنالك لو دعوت أتاك منهم * رجال مثل أرمية الحميم (7)