واتت منه فيها البينات والبصائر فمالها عند الله عز وجل قدر ولا وزن ولا خلق فيما بلغنا خلقا أبغض إليه منها ولا نظر إليها مذ خلقها ولقد عرضت على نبينا صلى الله عليه وآله بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصه ذلك من حظه من الآخرة فأبى أن يقبلها لعلمه ان الله عز وجل أبغض شيئا فأبغضه وصغر شيئا فصغره وأن لا يرفع ما وضعه ا لله جل ثناءه وأن لا يكثر ما أقل الله عز وجل ولو لم يخبرك عن صغرها عند الله إلا أن الله عز وجل صغرها عن أن يجعل خيرها ثوابا للمطيعين وأن يجعل عقوبتها عقابا للعاصين ومما يدلك على دنائة الدنيا أن الله جل ثنائه زواها عن أوليائه وأحبائه نظرا واختيارا وبسطها لأعدائه فتنة واختبارا فأكرم عنها محمدا نبيه صلى الله عليه وآله حين عصب على بطنه من الجوع وحماها موسى نجيه المكلم وكانت ترى حضرة البقل من صفاق بطنه من الهزال وما
(٣١٤)