راحل فيه إما ليوم الماضي فحكيم مؤدب واما اليوم الذي أنت فيه فصديق مودع واما غد فإنما في يديك منه الأمل فإن يكن أمس سبقك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته وان يكن يومك هذا انسك بمقدمه عليك فقد كان طويل الغيبة عنك وهو سريع الرحلة فتزود منه وأحسن وداعه خذ بالثقة من العمل و إياك والاغترار بالامل ولا تدخل عليك اليوم هم غد يكفي اليوم همه وغد داخل عليك بشغله إنك ان حملت على اليوم هم غد زدت في حزنك وتعبك وتكلفت أن تجمع في يومك ما يكفيك أياما فعظم ا لحزن وزاد الشغل واشتد التعب وضعف العمل للأمل ولو أخليت قلبك من الأمل لجدوت في العمل والأمل الممثل في اليوم غدا ضرك في وجهين سوفت به العمل وزدت به في الهم والحزن أو لا ترى أن الدنيا ساعة بين ساعتين ساعة مضت وساعة بقيت وساعة أنت فيها فاما الماضية والباقية
(٣١٨)