لأزواجها كلهم قاتلة فلا الباقي بالماضي معتبر ولا الاخر بسوء اثرها على الأول مزدجر ولا اللبيب منها بالتجارب منتفع أبت القلوب لها الا حبا والنفوس بها الا صبا والناس لها طالبان طالب ظفر بها واغتر فيها ونسى التزود منها للظعن فقل فيها لبثه حتى خلت منها يده وزلت عنها قدمه وجاءته أسر ما كان بها منيته فعظمت ندامته وكثرت حسرته وجلت مصيبته فاجتمعت عليه سكرات الموت فغير موصوف ما نزل به و اخر اختلج عنها قبل أن يظفر بحاجته ففارقها بعزته وأسفه ولم يدرك ما طلب منها ولم يظفر بما رجا فيها فارتحلا جميعا من الدنيا بغير زاد وقدما على غير مهاد فاحذروا الدنيا الحذر كله وضعوا عنكم ثقل همومها لما تيقنتم لو شك زوالها وكونوا أسر ما تكونون فيها احذر ما تكونون لها فإن طالبها كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصه عنها مكروه وكلما اغتبط
(٣١٢)