قال المجلسي (ره) بيان قوله اثنوا لي وسادة يقال ثنى الشئ كسمع رد بعضه على بعض وثينها إما للجلوس عليها ليرتفع ويظهر للسامعين أو الاتكاء عليها لعدم قدرته على الجلوس قوله حق قدره أي حمدا يكون حسب قدره كما هو أهله قوله متبعين حال عن فاعل الحمد لأنه في قوة نحمد الله قوله كما انتسب أي كما نسب نفسه في سورة التوحيد قوله كل امرء لاق في قراره أي من الأمور المقدرة الحتمية كالموت قال الله تعالى قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم وإنما قال عليه السلام في فراره لان كل أحد يفر دائما من الموت وان كاتبعدا والحاق مصدر ميمي وليست في نهج البلاغة كلمة إليه فيحتمل أن يكون المراد بالأجل منتهى العمر والمساق ما يساق إليه وأن يكون المراد به المدة فالمساق زمان السوق وقوله عليه السلام والهر بمنه موافاته من حمل اللازم على الملزوم فإن الانسان ما دام يهرب من موته بحركات وتصرفات يفنى عمره فيها فكان الهرب منه موافاته والمعنى انه إذا قدر زوال عمر أو دولة فكل ما يدبره الانسان ما دام يهرب من موته بحركات وتصرفات لرفع ما يهرب منه يصير سببا لحصوله إذا تأثير الأدوية والأسباب باذنه تعالى مع أنه عند حلول الأجل يصير أحذق الأطباء أجهلهم ويغفل عما ينفع المريض وهكذا في سائر الأمور وقال الفيروزآبادي الطرد الابعاد وضم الإبل من نواحيها وطردتهم اتيتهم وخرتهم واطرده أمر بطرده أو باخراجه عن البلد واطرد الامر تبع بعضه بعضا وجرى انتهى ويحتمل أن يكون الاطراد بمعنى الطرد والجمع أو الامر به مجازا ويمكن أن يقرء اطردت على صيغة الغائب بتشديد الطاء فالأيام فاعله قال أكثر شراح النهج كأنه عليه السلام جعل الأيام أشخاصا يأمر باخراجهم وأبعادهم عنه أي ما زلتا بحث عن كيفية قتلى وأي وقت يكون بعينه وفي أي أرض يكون يوما يوما فإذا لم أجده في يوم طردته واستقبلت يوما أخر وهكذا حتى وقع المقدر قالوا وهذا الكلام يدل على أنه عليه السلام لم يكن يعرف حال قتله مفصلة من جميع الوجوه وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اعلمه بذلك مجملا ومكنون هذا الامر أي المستور من خصوصيات هذا الامر أو المستور هو هذا الامر فالمشار إليه شئ متعلق بوفاته وهيهات أي بعد الاطلاع عليه فإنه علم مكنون مخزوم ومن خواص المخزون ستره والمنع من أن يناله أحد والأظهر عندي أن المراد إلى جمعت مرار حوادث الأيام وغرائبها التي وقعت على في ذهني وبحثت عن السر الخفي في خفاء الحق وظهور الباطل وغلبة أهله وقيل أي السر في قتله عليه السلام فظهر لي فأبى الله لا اخفائه عنكم لضعف عقولكم عن فهمه أدهى من غوامض مسائل القضاء والقدر قوله ومحمد اعطف على أن لا تشركوا ويمكن أن يقدر فيه فعل أي أذكركم محمدا أو هو بضب على الاغراء وفي بعض النسخ بالرفع وفي
(١٥٩)