ان تثبت الوطأة في هذه المذلة فذاك المراد وان تدحض القدم فإنا كنا في افياء أغصان وذرى رياح وتحت ظل غمامة اضمحل في الجو متلفقها وعفا في الأرض مخطها وانما كنت جارا جاوركم بدني أياما وستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة وكاظمة بعد نطق ليعظكم هدؤي وخفوت اطراقي وسكون أطرافي فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون إياي و يكشف الله عز وجل عن سرايري وتعرفوني بعد خلو مكاني وقيام غير مقامي ان أبق فانا ولي دمي وان أفن فالفناء ميعادي وان أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة فاعفوا واصفحوا لا تحبوا أن يغفر الله لكم فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة أو يؤديه أيامه إلى شقوة جعلنا الله وإياكم ممن لا يقصر به عن طاعة الله رغبة أو يحمل عليه بعد الموت نقمة فإنما نحن له وبه ثم أقبل على الحسن عليه السلام وقال يا بني ضربة مكان ضربة ولا تأثم
(١٥٨)