كما هو المضبوط في النهج من أطرق اطراقا أي ارخى عينيه إلى الأرض كناية عن عدم تحريك الأجفان أو بفتحها جمع طرق بالكسر بمعنى القوة أو جمع طرق بالفتح وهو الضرب بالطرقة والاطراق بالتحريك هي الأعضاء كالبدن والرجلين ووداع بالفتح اسم من قولهم ود عنه توديعا واما بالكسر فهو الاسم من قولك أودعته موادعة أي صالحته وتقول رصدته إذا قعدت له على طريقه تترقبه وأرصدت له العقوبة أي أعددتها له ومرصد في بعض النهج بالفتح فالفاعل هو الله تعالى أو نفسه عليه السلام كأنه أعد نفسه بالتوطين للتلاقي وفي بعضها بالكسر فالمفعول نفسه أو ما ينبغي اعداده وهيئة ويوم التلاقي يوم القيامة ويحتمل شموله للرجعة أيضا وقوله غدا ظرف الافعال الآتية ويحتمل تلك الفقرات وجوها من التأويل الأول أن يكون المعنى أبعد أن أفارقكم يتولى بنو أمية وغيرهم أمركم ترون وتعرفون فضل أيام خلافتي وإني كنت على الحق ويكشف الله لكم عن سرائري أي إني ما أردت في حروبي وسائر ما أمرتكم به إلا الله تعالى أو ينكشف بعض حسناتي المروية إليكم وكنت استرها عنكم وعن غيركم وتعرفون عدلي وقدري بعد قيام غيري مقامي بالخلافة الثاني أن يكون المراد بقوله غدا أيام الرجعة والقيمة فإن فيهما تظهر شوكته ورفعته ونفاذ حكمه في عالم الملك والملكوت فهو عليه السلام في الرجعة ولي الانتقام من المنافقين والكفار وممكن المتقين والأخيار في الأصقاع والأقطار وفي القيمة إلى الحسنات وقسيم الجنة والنار فالمراد بخلو مكانه خلو قبره عن جسده بحسب ما يظنه الناس في الرجعة ونزوله عن منبر الوسيلة وقيامه على شفير جهنم يقول للنار خذي هذا واتركي هذا في القيمة ثم اعلم أن في أكثر نسخ الكافي وقيامي غير مقامي وهو أنسب بهذا المعنى وعلى الأول يحتاج إلى تكلف كان يكون المراد بالغير القائم عليه السلام فإنه امام زمان في الرجعة وقيام الرسول صلى الله عليه وآله مقامه للمخاصمة في القيامة كذا خطر بالبال وإن ذكر مجملا منه بعض المعاصرين في مؤلفاتهم الثالث ما خطر بالبال أيضا وهو الجمع بين المعنيين بأن يكون ترون أيامي ويكشف الله عن سرائري في الرجعة والقيمة لاتصاله بقوله وداع مرصد للتلاقي وقوله وتعرفوني إلى آخره إشارة إلى المعنى الأول غيره متعلقه بالفقرتين أوليين وهو أسد وأفيدوا ظهر لا سيما على النسخة الأخيرة إن أبق الشرفي لا تنافى العلم بعدم وقوع المقدم وفي تنزيل العالم منزلة الشاك نوع من المصلحة وفي بعض النسخ العقولي قربة ويحتمل أن يكون استحلالا من القوم على سبيل التواضع كما هو الشايع عند الموادعة وفي أكثر
(١٦١)