وراء ظهرك من عيالات العرب أهم إليك مما بين يديك فاما ذكرك كثرة العجم ورهبتك من جموعهم فإنا لم نكن نقاتل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بالكثرة وإنما كنا نقاتل بالنصر وأما ما بلغك من اجتماعهم على المسير إلى المسلمين فإن الله لمسيرهم أكره منك لذلك وهو أولى بتغيير ما يكره وإن الأعاجم إذا نظروا إليك قالوا هذا رجل العرب فإن قطعتموه فقد قطعتم العرب وكان أشد لكلبهم وكنت قد ألبتهم على نفسك وأمدهم من لم يكن يمدهم ولكني أرى أن تقر هؤلاء في أمصارهم وتكتب إلى أهل البصرة فليتفروا على ثلاث فرق فلتقم فرقة منهم على ذراريهم حرسا لهم ولتقم فرقة على أهل عهدهم لئلا ينتقضوا ولتسر فرقة منهم إلى اخوانهم مددا لهم فقال عمر أجل هذا الرأي وقد كنت أحب أن أتابع عليه وجعل يكرر قول أمير المؤمنين عليه السلام و ينسقه اعجابا به واختيارا له - قال الشيخ المفيد رضي الله عنه فانظروا أيدكم الله إلى هذا الموقف الذي ينبئ بفضل الرأي إذ تنازعه أولوا الألباب والعلم وتأملوا التوفيق الذي قرن الله به أمير المؤمنين عليه السلام في الأحوال كلها وفزع ا لقوم إليه في المعضل من الأمور
(١٦٣)