أعطاهم من الدنيا ما أمالهم به إليه فناجزناهم وحاكمناهم إلى الله عز وجل بعد الاعذار والانذار فلما لم يزده ذلك إلا تماديا وبغيا لقيناه بعادة الله التي عودنا من النصر على أعدائه وعدونا وراية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأيدينا لم يزل الله تبارك وتعالى يغل حزب الشيطان بها حتى يقضى الموت عليه وهو معلم رايات أبيه التي لم يزل أقاتلها معر سول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل المواطن فلم يجد من الموت منجا الا الهرب فركب فرسه وقلب رايته لا يدري كيف يحتال فاستعان برأي ابن العاص فأشار إليه باظهار المصاحف ورفعها على الاعلام والدعاء إلى ما فيها وقال إن ابن أبي طالب وحزبه أهل بصاير ورحمة وبقيا وقد دعوك إلى كتاب الله أولا وهم مجيبوك إليه اخرا فأطاعه فيما أشار به عليه إذ رأى أنه لا منجا له من القتل أو الهرب غيره فرفع المصاحف يدعو إلى ما فيها بزعمه فمالت إلى المصاحف
(١٤٨)