قلوب من بقي من أصحابي بعد فناء خيارهم وجهدهم في جهاد أعداء الله وأعدائهم على بصائرهم فظنوا أن ابن اكلة الأكباد له الوفاء بما دعا إليه فاصغوا إلى دعوته وأقبلوا بأجمعهم في إجابته فأعلمتهم أن ذلك منه مكر ومن ابن العاص معه وأنهما إلى النكث أقرب منهما إلى الوفاء فلم يقبلوا قولي ولم يطيعوا أمري وأبوا إلا اجابته كرهت أم هويت شئت أو أبيت حتى أخذ بعضهم يقول لبعض إن لم يفعل فالحقوه بابن عفان وادفعوه إلى ابن هند برمته فجهدت علم الله ج هدي ولم أدع علة في نفسي إلا بلغتها في أن يخلوني ورائي فلم يفعلوا وراودتهم على الصبر على مقدار فواق الناقة أو ركضة الفرس فلم يجيبوها خلا هذا الشيخ وأومئ بيده إلى الأشتر وعصبة من أهل بيتي فوالله ما منعني أن أمضى على بصيرتي إلا مخافة أن يقتل هذان وأومى بيده إلى الحسن والحسين عليهما السلام فينقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذريته من أمته ومخافة
(١٤٩)