اليهود صدقت يا أمير المؤمنين كم امتحنك الله في حياة محمد صلى الله عليه وآله من مرة وكم امتحنك بعد وفاته من مرة والى ما يصير اخر امرك فاخذ علي عليه السلام بيده وقال انهض بنا أنبئك بذلك يا أخا اليهود فقام إليه جماعة من أصحابه فقالوا يا أمير المؤمنين أنبئنا بذلك فوالله انا لنعلم انه ما على ظهر الأرض وصى نبي سواك وانا لنعلم ان الله لا يبعث بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم نبيا سواه وان طاعتك لفى أعناقنا موصولة بطاعة نبينا فجلس علي عليه السلام واقبل على اليهودي فقال له يا أخا اليهود إن الله عز وجل امتحنني في حياة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في سبعة مواطن فوجدني فيهن من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا قال وفيم وفيم يا أمير المؤمنين قال أما أولهن فإن الله عز وجل أوحى إلى نبينا وحمله الرسالة وأنا أحدث أهل بيتي سنا أخدمه في بيته واسعى بين يديه في أمره فدعا صغير بني عبد المطلب وكبيرهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فامتنعوا من ذلك وأنكروه عليه وهجروه ونابذوه واعتزلوه واجتنبوه وساير الناس مقصين له ومبغضين ومخالفين عليه قد استعظموا ما أورده عليهم مما لم يحتمله قلوبهم وتدركه عقولهم فأجبت رسول الله وحدى إلى ما دعا
(١٢١)