أفادها من مر حوادث الدهور ولا شريك اعانه على ابتداع عجائب الأمور الذي لما شبهه العادلون بالخلق المبعض المحدود في صفاته ذوي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بأداته انتفى أن يكون قدروه حق قدره فقال تنزيها لنفسه عن مشاركة الأنداد وارتفاعا عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون فما ذلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك قوله الأود بالتحريك الاعوجاج ونهى أي أنهى واعلم أو من النهاية أي وضع معالم الحدود في نهاية ما قرر لهم ولاءم بين كذا وكذا أي جمع قوله بدا يا خبر مبتداء محذوف أي هي بدايا مخلوقات وبدايا ههنا جمع بديئة وهي الحالة العجيبة يقال أبدئ الرجل إذا جاء بالامر المعجب البدئ والبدئية أيضا الحالة المبتدئة المبتكرة قوله انتظم علمه لعله بمعنى نظم وان لم يرد فيها عندنا من كتب اللغة أو علمه بالفتح منصوب بنزع الخافض أي بعلمه أو في علمه ويحتمل أن يكون من قولهم انتظمه بالرمح إذا اختله وجعله فيه والتلاحم الالتيام والاتصال والحقه بالضم رأس الورك والاحقاق جمعه وكذا الحقاق بالكسر لم يتناه في العقول أي لم تصل العقول إلى نهاية معرفته مهب الفكر أي محله أفادها أي استفادها والسدد جمع السدة وهي الباب المغلق وبين معرفته وأئتم به واستضئ بنور هدايته فإنها نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين وما دلك الشيطان عليه
(١٠١)