الأرض كلهم ذكران ليس فيهم إناث لم يجعل الله فيهم شهوة النساء ولا حب الأولاد ولا الحرص ولا طول الأمل ولا لذة عيش لا يلبسهم الليل ولا يغشاهم النهار ليسوا ببهائم ولا هوام لباسهم ورق الشجر وشربهم من العيون الغزار والأودية الكبار ثم أراد الله أن يفرقهم فرقتين فجعل فرقة خلق مطلع الشمس من وراء البحر تكون لهم مدينة أنشأها تسمى جابرسا طولها اثنى عشر ألف فرسخ في اثني عشر الف فرسخ وكون عليها سورا من حديد بقطع الأرض إلى السماء ثم أسكنهم فيها واسكن الفرقة الأخرى خلف مغرب الشمس وراء البحر وكون لهم مدينة أنشأها تسمى جابلقا طولها اثنى عشر ألف فرسخ في اثنى عشر ألف فرسخ كون لهم سورا من حديد يقطع إلى السماء فاسكن الفرقة الأخرى فيها لا يعلم أهل جابرسا بموضع أهل جابلقا ولا يعلم أهل جابلقا بموضع أهل جابرسا ولا يعلم بهم أوساط أهل الأرض من الجن والنسناس فكانت الشمس تطلع على أهل أوساط الأرض
(١٠٥)