خلقه معروفا وفات لعلوه على أعلى الأشياء مواقع رحم المتوهمين وارتفع عن أن تحوى كنه عظمته فهاهة رويات المتفكرين فليس له مثل فيكون ما يخلق مشبها به وما زال عند أهل المعرفة به عن الأشباه والأضداد منزها كذب العادلون بالله إذ شبهوه بمثل أصنافهم حلوه حلية المخلوقين بأوهامهم وجزوه بتقدير منتج خواطرهم وقدروه على الخلق المختلفة القوى بقرايح عقولهم وكيف يكون من لا يقدر قدره مقدرا في رويات الأوهام وقد ضلت في ادراك كنهه هواجس الأحلام لأنه أجل من أن تحده الباب البشر بالتفكير أو يحيط به الملائكة على قربهم من ملكوت عزته بتقدير تعالى عن أن يكون له كفو فيشبه به لأنه اللطيف الذي إذا أردت الأوهام أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكه وحاولت الفكر المبرات من خطر الوسواس ادراك علم ذاته وتولهت القلوب إليه لتحوى منه مكيفا في صفاته وغمضت مداخل العقول من حيث لا تبلغ الصفات لتناول علم الهيئة ردعت
(٩٧)