يكون ثم بدا له أن يخلق الخلق فضرب بأمواج البحور فثاومتها مثل الدخان كأعظم ما يكون من خلق الله فبنى بها سماء رتقا ثم دحى الأرض من موضع الكعبة وهي وسط الأرض فطبقت ا لي البحار ثم فتقها بالبنيان وجعلها سبعا بعد إذ كانت واحدة ثم استوى إلى السماء وهي دخان مبين من ذلك الماء الذي أنشأ من تلك البحور فجعلها سبعا طباقا بكلمته التي لا يعلمها غيره وجعل في كل سماء ساكنا من الملائكة خلقهم معصومين من نور من بحور عذبة وهو (هي خ ل) بحر الرحمة وجعل طعامهم التسبيح والتهليل والتقديس فلما قضى أمره وخلقه استوى على ملكه فمدح كما ينبغي له أن يحمد ثم قدر ملكه فجعل في كل سماء شهبا معلقة كواكب كتعليق القناديل من المساجد ما لا يحصيها غيره تبارك وتعالى والنجم من نجوم السماء كاكبر مدينة في الأرض ثم خلق الشمس والقمر فجعلهما شمسين فلو تركهما تبارك وتعالى كما كان ابتدءهما في أول مرة لم يعرف خلقه
(١١٢)