السؤال ولا يخطر لكثرته على بال لأنه الجواد الذي لا تنقصه المواهب ولا يبخله الحاح الملحين وانما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون الذي عجزت الملائكة على قربهم من كرسي كرامته وطول ولههم إليه وتعظيم جلال عزه وقربهم من غيب ملكوته أن يعلموا من أمره إلا ما أعلمهم وهم من ملكوت القدس بحيث هم من معرفته على ما فطرهم عليه أن قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم فما ظنك أيها السائل بمن هو هكذا سبحانه وبحمده لم يحدث فيمكن فيه التغيير (التغير خ ل) والانتقال ولم يتصرف في ذاته بكرور الأحوال ولم يختلف عليه حقب الليالي والأيام الذي ابتدع الخلق على غير مثال امتثله ولا مقدار احتذى عليه من معبود كان قبله ولم نحط به الصفات فيكون بادراكها إياه بالحدود متناهيا وما زال ليس كمثله شئ عن صفة المخلوقين متعاليا وانحصرت ا لابصار عن أن تناله فيكون بالعيان موصوفا وبالذات التي لا يعلمها إلا هو عند
(٩٦)