خاسئة وهي تجوب محاوى سدف الغيوب متخلصة إليه سبحانه رجعت إذ جبهت معترفة بأنه لا ينال بحوب (بجور خ ل) الاعتساف كنه معرفته ولا يخطر ببال أولي الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته لبعده من أن يكون فوق المحدودين لأنه خلاف خلقه فلا شبه له من المخلوقين وانما يشبه الشئ بعديله فاما ما لا عديل له فكيف يشبه بغير مثاله وهو البدئ الذي لم يكن شئ قبله والاخر الذي ليس شئ بعده لا تناله الابصار من مجد جبروته إذ حجبها بحجب لا تنفذ في ثخن كثافته ولا تخرق ا لي ذي العرش متانة خصايص ستراته الذي صدرت الأمور عن مشية وتصاغرت عزة المتجبرين دون جلال عظمته وخضعت له الرقاب وعنت الوجوه من مخافته وظهرت في بدايع الذي أحدثها اثار حكمته وصار كل شئ خلق حجة له ومنتسبا إليه فإن كان خلقا صامتا فحجته بالتدبير ناطقة فيه فقدر ما خلق فاحكم تقديره ووضع كل شئ بلطف تدبيره موضعه
(٩٨)