له نهاية وغاية وهو الذي ابتدء الغايات والنهايات أم كيف تدركه العقول ولم يجعل لها سبيلا إلى ادراكه وكيف يكون ادراكه بسبب وقد لطف بربوبيته عن المجانسة (المحاسة) والمجاسة وكيف لا يلطف عنهما من لا ينتقل عن حال إلى حال وكيف ينتقل من حال إلى حال وقد جعل الانتقال نقصا وزوالا فسبحانك ملأت كل شئ وباينت كل شئ فأنت لا يفقدك شئ وأنت الفعال لما تشاء تباركت يا من كل مدرك من خلقه وكل محدود من صنعه أنت الذي لا يستغنى عنك المكان ولا نعرفك الا بانفرادك بالوحدانية والقدرة وسبحانك ما أبين اصطفاءك لإدريس الا من سلك من الحاملين ولقد جعلت له دليلا من كتابك إذ سميته صديقا نبيا ورفعته مكانا عليا وأنعمت عليه نعمة حرمتها على خلقك الا من نقلت إليه نور الهاشميين وجعلته أول منذر من أنبياءك ثم أذنت في انتقال محمد صلى الله عليه وآله من القابلين له
(٢٠٦)