ورجل يسارع في الخيرات، ومن أعطى التوبة لم يحرم القبول، ومن أعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة وتصديق ذلك في كتاب الله: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما).
وقال: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما).
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": لقائل قال بحضرته استغفر الله: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ان الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا، والثالث ان تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد والسادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول استغفر الله.
قال الصادق " عليه السلام ": لما نزلت هذه الآية: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم).
صعد إبليس جبلا بمكة يقال له: ثور فصرخ بأعلا صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا: سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ قال: عفريت من الشيطان انا لها بكذا وكذا قال: لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك قال: لست لها قال الوسواس الخناس انا لها قال: بماذا؟ قال أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار فقال: أنت لها فوكله بها إلى يوم القيامة.
(وروى) ان معاذ بن جبل دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) باكيا فسلم فرده عليه السلام ثم قال: ما يبكيك يا معاذ؟ فقال: يا رسول الله ان بالباب شاب طري الجسد نقى اللون حسن الصورة يبكى على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك فقال النبي (صلى الله عليه وآله) ادخل على الشاب يا معاذ فأدخله عليه فسلم فرد عليه السلام ثم قال: ما يبكيك يا شاب؟
قال: وكيف لا أبكى وقد ركبت ذنوبا ان اخذني الله عز وجل ببعضها أدخلني نار جهنم ولا أراني إلا سيأخذني ولا يغفر لي أبدا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هل أشركت بالله شيئا قال: أعوذ بالله ان أشرك بربي شيئا قال: أقتلت النفس التي حرم الله؟ قال: لا فقال