واعتبار الشرايط العقلية، ويكنى أبا علي أيضا.
قال الفيض بن المختار، قلت لأبي عبد الله " عليه السلام ": خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟
قال فدخل أبو إبراهيم وهو يومئذ غلام فقال هذا صاحبكم فتمسك به قال معاذ بن كثير: قلت لأبي عبد الله " عليه السلام ": اسأل الله الذي رزق أباك هذه المنزلة ان يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها، فقال: قد فعل الله ذلك، فقلت: من هو جعلت فداك؟ فأشار إلى العبد الصالح وهو راقد، فقال: هذا الراقد وهو يومئذ غلام، قال الحسن بن عبد الله وكان أعبد أهل زمانه وكان زاهدا، قلت لأبي الحسن موسى " عليه السلام " فمن الامام اليوم؟ قال إن أخبرتك تقبل؟ قلت: نعم قال: أنا قلت فشئ استدل به فقال اذهب إلى تلك الشجرة وأشار إلى بعض شجر أم غيلان فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فاتيتها فرأيتها والله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها بالرجوع فرجعت.
قال أبو بصير: قلت: لأبي الحسن موسى " عليه السلام ": جعلت فداك بم يعرف الامام؟
قال بخصال أما أولهن، فإنه شئ قد تقدم فيه من أبيه وإشارته إليه ليكون حجة وليسأل فيجيب وإذا سكت عنه ابتدأ ويخبر بما في غد، ويكلم الناس بكل كلام، ثم قال: يا أبا محمد أعطيك علامة قبل أن تقوم، فلم البث ان دخل عليه رجل من أهل خراسان فكلمه الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن بالفارسية قال له الخراساني: والله ما منعني ان أكلمك بالفارسية إلا انى ظننت أنك لا تحسن الفارسية، فقال له سبحان الله إذا كنت لا أحسن ان أجيبك فما فضلي عليك فيما يستحق الإمامة، ثم قال: يا أبا محمد ان الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس، ولا منطق الطير، ولا كلام شئ فيه روح.
(وروى) ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها وكان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب فانفذ ابن يقطين جل تلك الثياب إلى موسى بن جعفر: وأنفذ في جملتها تلك الدراعة، وأضاف إليها مالا كان أعده على رسم له فيما يحمله إليه من خمس ماله، فلما أوصل ذلك إلى أبي الحسن " عليه السلام " قبل المال والثياب ورد الدراعة على يد الرسول إلى علي بن يقطين، وكتب إليه احتفظ بها ولا تخرجها من يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه فارتاب علي بن يقطين بردها إليه ولم يدر ما سبب ذلك واحتفظ بالدراعة، فلما كان بعد أيام تغير على غلام له