جبرئيل وميكائيل، وان الله عز وجل اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فاختاره نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلايق عليا فزوجك إياه واتخذه وصيا فعلى أشجع الناس قلبا، واحلم الناس حلما، واسمح الناس كفا، وأقدم الناس سلما واعلم الناس علما، والحسن والحسين إبناه، وهما سيدا شباب أهل الجنة، واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما على الله عز وجل، يا فاطمة: لا تبكين فوالله انه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين ولواء الحمد بيدي فأناوله عليا لكرامته على الله عز وجل يشفع على ذلك اليوم، يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة نادى منادى في أهوال ذلك اليوم يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمن ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب يا فاطمة علي يعينني على مفاتيح الجنة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة.
فلما قلت ذلك قال: يا بنى ممن أنت؟ قلت من أهل الكوفة، قال: أعربي أنت أم مولى؟ قلت: بل عربي قال: فكساني ثلاثين ثوبا وأعطاني عشرة آلاف درهم ثم قال: يا شاب قد أقررت عيني ولي إليك حاجة قلت: قضيت إن شاء الله تعالى قال: فإذا كان غدا فأت مسجد الفلاني كيما ترى أخي المبغض لعلي " عليه السلام " قال: فطالت علي تلك الليلة، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي فقمت في الصف فإذا إلى جانبي شاب متعمم فذهب ليركع فسقطت عمامته من رأسه فنظرت في رأسه ووجهه فإذا رأس خنزير ووجهه وجه خنزير، فوالله ما علمت ما تكلمت في صلاتي حتى سلم الامام فقلت: ويحك ما لذي أرى بك؟ فبكى وقال لي: انظر إلى هذه الدار فنظرت فقال لي: ادخل فدخلت فقال لي: كنت مؤذنا لآل فلان كلما أصبحت لعنت عليا الف مرة بين الأذان والإقامة في كل جمعة لعنته أربعة آلاف مرة فخرجت من منزلي، فأتيت داري فانكفأت على هذا الدكان الذي ترى فرأيت في منامي كأني بالجنة وفيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي فرحين ورأيت كأن النبي (صلى الله عليه وآله)، عن يمينه الحسن وعن يساره الحسين، ومعه كأس فقال يا حسن أسقني فسقاه ثم قال: اسق الجماعة فشربوا ثم رأيت كأنه قال: اسق المتكئ على هذا الدكان فقال له الحسن: يا جد أتأمرني ان أسقى هذا وهو يلعن والدي في كل يوم الف مرة بين الأذان والإقامة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة، فأتاني النبي (صلى الله عليه وآله) فقال لي ما لك عليك لعنة الله تلعن عليا وعلي منى، فرأيته كأنه تفل في وجهي وضربني برجله