أمير المؤمنين بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي " عليه السلام " فلعلي أخبرته قتلني فكتبت وصيتي ولبست كفني. قال: وكان متكيا فاستوى قاعدا. فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله سألتك بالله يا سلمان كم حديثا ترويه في فضائل علي؟ قال: قلت يسيرا يا أمير المؤمنين. قال: كم؟ قلت عشرة آلاف حديث وما زاد قال: يا سلمان والله لأحدثنك بحديث في فضائل علي تنسى كل حديث سمعته قال قلت: حدثنا يا أمير المؤمنين قال نعم كنت هاربا من بنى أمية وكنت أتردد في البلدان فأتقرب إلى الناس بفضائل علي، وكانوا يطعموني ويزودوني حتى وردت بلاد الشام وانى لفي كساء خلق ما على غيره فسمعت الإقامة وانا جائع فدخلت المسجد لأصلي وفي نفسي ان أكلم الناس في عشاء يعشوني. فلما سلم الامام دخل صبيان فالتفت إليهما وقال مرحبا بكما وبمن سماكما على اسمهما فكان إلى جنبي شاب فقلت: يا شاب ما الصبيان من الشيخ؟ قال: هو جدهما، وليس بالمدينة أحد بالمدينة يحب عليا غير هذا الشيخ. فلذلك سمى أحدهما الحسن والآخر الحسين فقمت فرحا، فقلت للشيخ هل في حديث أقر به عينيك؟
فقال: ان أقررت عيني أقررت عينيك. قال: فقلت أخبرني والدي عن أبيه عن جده قال: كنا قعودا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ جاءت فاطمة عليها السلام تبكي. فقال لها رسول الله: ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا أبة خرج الحسن والحسين فما أدرى أين باتا؟
فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله) يا فاطمة لا تبكين والله الذي خلقهما هو ألطف بهما منك، ورفع النبي (صلى الله عليه وآله) يده إلى السماء فقال: اللهم ان كانا اخذا أو برا وبحرا فأحفظهما وسلمهما فنزل جبرئيل " عليه السلام " من السماء فقال: يا محمد ان الله يقرأك السلام ويقول: لا تحزن ولا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة، وأبوهما أفضل منهما هما نائمان في حظيرة بنى النجار، وقد وكل الله بهما ملكا. قال: فقام النبي (صلى الله عليه وآله) فرحا ومعه أصحابه حتى اتوا حظيرة بنى النجار فإذا هم بالحسن معانقا للحسين عليهما السلام، وإذا الملك الموكل بهما قد افترش أحد جناحيه تحتهما وغطاهما بالآخرة. قال فمكث النبي (صلى الله عليه وآله) يقبلهما حتى انتبها، فلما استيقظا حمل النبي الحسن وحمل جبرئيل الحسين عليهما السلام فخرج من الحظيرة وهو يقول: والله لأشرفكما كما شرفكما الله عز وجل، فقال له أبو بكر: ناولني أحد الصبيين أخفف عنك، فقال: يا أبا بكر نعم الحملان ونعم الراكبان وأبوهما خير منهما فخرج حتى أتى باب المسجد، فقال: يا بلال هلم علي بالناس، فنادى منادى