وقال زيد بن أرقم: كان لنفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبواب شارعة في المسجد فقال يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي فتكلم في ذلك الناس قال: فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد. فأنى أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قايلكم. انى والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته.
وقال الأصبغ بن نباتة: لما جلس أمير المؤمنين " عليه السلام " في الخلافة وبايعه الناس وخرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابسا بردة رسول الله. متنعلا نعل رسول الله متقلدا بسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصعد المنبر فجلس عليه متمكنا ثم شبك بين أصابعه فوضعها أسفل بطنه ثم قال: يا معشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا ما زقني رسول الله زقا سلوني فان عندي علم الأولين والآخرين اما والله لو ثنيت لي وسادة وجلست عليها لأفتيت لأهل التوراة بتوراتهم حتى ينطق التوراة فيقول صدق علي ما كذب لكم لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل فيقول: صدق علي ما كذب لقد أفتاكم بما أنزل الله في وأنتم تتلون القرآن ليلا ونهارا. فهل فيكم أحد يعلم ما أنزل الله فيه؟ ولولا آية في كتاب الله عز وجل لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية:
(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة. لو سألتموني عن آية آية في ليل أنزلت أو في نهار مكيها ومدنيها سفريها وحضريها ناسخها ومنسوخها محكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب: إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور وعلى رأسك تاج قد أضاء نوره، وكاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: أين خليفة محمد رسول الله فتقول: ها انا ذا فينادى مناد بأعلى صوته: يا علي ادخل من أحبك الجنة، ومن عاداك النار وأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار.
قال أبو هريرة: غزا النبي (صلى الله عليه وآله) غزاة، فلما رجع إلى المدينة، وكان علي " عليه السلام " تخلف على أهله فقسم المغنم فدفع إلى علي بن أبي طالب " عليه السلام " سهمين. فقال الناس:
يا رسول الله لقد دفعت سهمين إلى علي بن أبي طالب " عليه السلام " وهو بالمدينة متخلف. فقال معاشر الناس ناشدتكم بالله وبرسوله ألم تروا إلى الفارس الذي حمل على المشركين من يمين