وقال عمرو بن أمية، وكان من اعلم أهل الجاهلية: أنظروا هذه النجوم التي يهتدى بها، ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فإن كان رمى بها فهو هلاك كل شئ، وان كانت ثبتت ورمى بغيرها فهو أمر حدث، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي (صلى الله عليه وآله) ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه، وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأي الموبذان في تلك المنام إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، حتى عبرت دجلة وانسربت في بلادهم وانفصم طاق الملك كسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء، وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز، ثم استطار حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير لملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك فانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها وعظمت قريش في العرب، وسموا آل الله عز وجل.
قال أبو عبد الله " عليه السلام " إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام.
وقالت آمنة: ان ابني والله سقط فأتقي الأرض بيده، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها، ثم خرج منى نور أضاء له كل شئ وسمعت في الضوء قائلا يقول: انك قد ولدت سيد الناس، فسميه محمدا وأتى به عبد المطلب لينظر إليه، وقد بلغه ما قالت أمه فأخذه، ووضعه في حجره ثم قال: الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الأركان قد سار في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه اشعارا، قال وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه، وقالوا: ما الذي أفزعك يا سيدنا فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السماء والأرض منذ الليلة، لقد حدث في الأرض حدث عظيم، ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم " عليه السلام " فأخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا فقال إبليس لعنه الله أنا لهذا الامر، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم فوجد الحرم محفوظا بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع ثم صار مثل الصر، وهو العصفور قد دخل من قبل حرا فقال له جبرئيل:
ما وراك لعنك الله فقال له حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث الذي حدث منذ