وقال لنبينا (صلى الله عليه وآله) ورفعنا لك ذكرك، وأطعم إدريس النبي " عليه السلام " من تحف الجنة بعد وفاته، وأن محمدا أطعمه في الدنيا في حياته، بينما هو (صلى الله عليه وآله) إذ اتاه جبرئيل " عليه السلام " بجام من الجنة، فيه تحفة من الجنة فهلل اللجام، وهللت التحفة في يده صلوات الله عليه وآله، وسبحا وكبرا وحمدا، فناولها أهل بيته فقالت: مثل ذلك فهم ان يناولها بعض أصحابه، فتناولها جبرئيل " عليه السلام " قال له: كلها فإنها تحفة من الجنة، أتحفك الله بها وليست تصلح إلا لنبي أو وصى نبي، فأكل وأكلنا معه فانى لأجد حلاوته إلى ساعتي وان نوحا " عليه السلام " دعا ربه فهطلت له السماء بماء منهمر، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) لما هاجر إلى المدينة اتوه في يوم جمعة فقالوا يا رسول الله احتبس القطر، واصفر العود وتهافت الورق فرفع يده المباركة (صلى الله عليه وآله) حتى روى بباطن إبطيه، وما في السماء سحابة فما برح حتى سقاه الله عز وجل حتى إن الشاب المعجب بشبابه تهمه نفسه بالرجوع إلى منزله من شدة السيل، فدامت أسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية فقالوا: يا رسول الله قد تهدمت الجدران واحتبست الركب والسفار، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا اللهم في أصول الشيخ ومواقع النقع فرأيت حول المدينة القطر يقطر قطرا وما يقع في المدينة قطرة لكرامته على الله تعالى، وان هودا قد انتصر الله له من أعدائه بالريح وانتصر لمحمد من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تدير الحصا وجنودا لم يروها.
قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جائتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها، وان صالحا قد جعل الله له ناقة) وبينما نحن في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا نضوا فأنطقه الله تعالى فقال يا رسول الله إن فلانا استعملني حتى كبرت، ويريد ذبحي فأنا أستعيذ بك منه فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى صاحبه فأستوهبه فوهبه له وخلاه. ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي قد أتى بأعرابي إنه قد سرق ناقتي وهو يسوقها وقد استسلم للقطع لما زوروا عليه الشهود، فقالت يا رسول الله ان فلانا منى برئ وان الشهود شهدوا بالزور، وان سارقي فلان اليهودي.
وان إبراهيم " عليه السلام " قد سلمه قومه إلى الحريق فصير الله عز وجل النار عليه بردا وسلاما ومحمد (صلى الله عليه وآله) لما نزل بخيبر سمته الخيبرية انتقاما لمن قتل من قومها، فصير الله عز وجل السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله فالسم يحرق إذا استقر كما أن النار تحرق.