إلى المال فأكثر ومن بنى فشيد ونجد وزخرف، وادخر بزعمه للولد اشخاصهم جميعا إلى موقف العرض لفصل القضاء وخسر هنالك المبطلون شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى ونظر بعين الزوال لأهل الدنيا وسمع منادى الزهد ينادى في عرصاتها ما أبين الحق لذي عينين ان الرحيل أحد اليومين تزودوا من صالح الاعمال وقربوا الآمال بالآجال فقد دنا الرحلة والزوال.
قال الصادق " عليه السلام ": كان عيسى بن مريم " عليه السلام " يقول لأصحابه: يا بني آدم اهربوا من الدنيا إلى الله واخرجوا قلوبكم عنها فإنكم لا تصلحون لها ولا تصلح لكم ولا تبقون فيها لا تبقى لكم هي الخداعة الفجاعة المغرور من اغتر بها، المغبون من اطمأن إليها الهالك من أحبها وأرادها فتوبوا إلى الله بارئكم واتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا أين آبائكم؟ أين أمهاتكم؟ أين إخوانكم؟ أين أخواتكم أين أولادكم؟ دعوا فأجابوا واستودعوا الثرى وجاوروا الموتى وصاروا في الهلكى وخرجوا عن الدنيا وفارقوا الأحبة واحتاجوا إلى ما قدموا واستغنوا عما خلفوا كم توعظون وكم تزجرون؟ وأنتم لأهون ساهون مثلكم في الدنيا مثل البهائم همتكم فروجكم وبطونكم أما تستحون ممن خلقكم قد وعد من عصاه النار ولستم ممن يقوى على النار ووعد من أطاعه الجنة، ومجاورته الفردوس الأعلى فتنافسوا فيه وكونوا من أهله وانصفوا من أنفسكم وتعطفوا على ضعفائكم من أهل الحاجة منكم وتوبوا إلى الله توبة نصوحا وكونوا عبيدا أبرارا ولا تكونوا ملوكا جبابرة ولا من العتاة الفراعنة المتمردين على من قهرهم بالموت جبار الجبابرة رب السماوات ورب الأرض وإله الأولين والآخرين ملك يوم الدين شديد العقاب الأليم العذاب لا ينجوا منه ظالم ولا يفوته شئ ولا يعزب عنه شئ ولا يتوارى منه شئ أحصى كل شئ علمه وأنزله منزله في الجنة أو النار ابن آدم الضعيف أين تهرب ممن يطلبك في سواد ليلك وبياض نهارك وفى كل حال من حالاتك قد أبلغ من وعظ وأفلح من اتعظ قال الله تعالى: يا موسى ان الدنيا دار عقوبة وجعلتها ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لي يا موسى ان عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم وسايرهم من خلقي رغبوا فيها بقدر جهلهم، وما من خلقي أحد عظمها فقرت عينه ولم يحقرها إلا انتفع بها، ثم قال الصادق " عليه السلام ": ان قدرتم ألا تعرفوا فافعلوا وما عليك إن لم يئن عليك اليأس، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله