وجبهته مرة ويقول يا نفس ذوقي فما عند الله عز وجل أعظم مما صنعت بك ورسول الله (صلى الله عليه وآله) ينظر إلى ما يصنع، ثم إن الرجل لبس ثيابه ثم أقبل فأومى إليه النبي (صلى الله عليه وآله) ودعاه فقال له: يا عبد الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما رأيت أحدا من الناس صنعه فما حملك على ما صنعت؟ فقال الرجل: حملني على ذلك مخافة الله عز وجل قلت لنفسي يا نفس ذوقي فما عند الله أعظم مما صنعت بك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لقد خفت ربك حق مخافته وان ربك ليباهي بك أهل السماء، ثم قال لأصحابه: يا معشر من حضر ادنوا من صاحبكم حتى يدعو لكم فدنوا منه فدعى لهم، وقال: اللهم اجمع أمرنا على الهدى واجعل التقوى زادنا والجنة مآبنا.
قال علي بن الحسين عليهما السلام: يا بن آدم انك ما تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك وما كانت المحاسبة من همتك، وما كان الخوف لك شعارا والحزن لك دثارا ابن آدم انك ميت ومبعوث ومسؤول فأعد جوابا.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من بكى على ذنبه حتى تسيل دموعه على لحيته حرم الله ديباجة وجهه على النار.
وقال صلى الله عليه وآله: من خرج من عينيه مثل الذباب من الدمع من خشية الله آمنه الله يوم الفزع الأكبر.
وقال صلى الله عليه وآله: كان داود " عليه السلام " يعوده الناس ويظنون انه مريض وما به من مرض إلا خوف الله والحياء منه.
وقال أيضا عليه السلام: العبد المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدرى ما الله قاض فيه فليتزود العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته فوالذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
قال علي بن الحسين سيد العابدين عليهما السلام:
مليك عزيز لا يرد قضائه * عليم حكيم نافذ الامر قاهر عنا كل ذي عز لعزة وجهه * وكل عزيز للمهيمن صاغر لقد خشعت واستسلمت وتصغرت * لعزة ذي العرش الملوك الجبابر وفى دون ما عاينت من فجعاتها * إلى رفضها داع بالزهد آمر