وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين) وقال تعالى في سورة التنزيل: (إنما يوفى الصابرين أجرهم بغير حساب) وقال الصادق " عليه السلام " اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافى من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه.
قال الرضا " عليه السلام ": لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه، وسنة من وليه فالسنة من ربه فكتمان سره.
قال تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول).
واما السنة من رسول الله فمداراة الناس فان الله عز وجل أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بمداراة الناس فقال: خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين.
واما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء.
فان الله عز وجل يقول: (والصابرين في البأساء والضراء).
قال الباقر " عليه السلام ": ان الله تبارك وتعالى جعل للمرأة صبر عشرة رجال فإذا حملت زادت قوة عشرة رجال أخرى.
(وروى) انه توفى ابن لعثمان بن مظعون رضي الله عنه فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ من داره مسجدا يتعبد فيه فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا عثمان ان الله تبارك وتعالى لم يكتب علينا الرهبانية إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب فما يسرك ان تأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى جنبك آخذ بحجزتك يشفع لك إلى ربك؟ قال: بلى فقال المسلمون: يا رسول الله لنا في فرطنا ما لعثمان؟ قال نعم لمن صبر منكم واحتسب.
قال موسى " عليه السلام ": إلهي فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك؟ قال أعينه على أهوال يوم القيامة.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": الصبر شجاعة، والعجز آفة، الصبر صبران: صبر على ما يكره وصبر على ما يحب، والصبر على الايمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس معه ولا في إيمان لا صبر معه.
قال أمير المؤمنين " عليه السلام ": خمسة لو دخلتم فيهن ما قدرتم على مثلهن لا يخاف عبد إلا ذنبه ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحى الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم والصبر من