قال الأصبغ بن نباتة: بينا نحن ذات يوم عند أمير المؤمنين " عليه السلام " في مسجد الكوفة إذ قال: يا أهل الكوفة، ولقد حباكم الله بما لم يحب به أحدا ففضل مصلاكم وهو بيت آدم ونوح وبيت إدريس، ومصلى إبراهيم الخليل، ومصلى أخي الخضر " عليه السلام " ومصلاي وان مسجدكم أحد الأربعة المساجد التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم يشفع لأهله ولمن صلى فيه فلا ترد شفاعته ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدى " عليه السلام " من ولدى، ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان حن قلبه إليه فلا تهجروه، وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لاتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج.
وقال الصادق " عليه السلام ": عليكم باتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه، وكتب من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء وصلوا في المساجد في بقاع مختلفة فان كل بقعة تشهد للمصلى عليها يوم القيامة.
قال الصادق " عليه السلام ": ما بقي ملك مقرب، ولا نبي مرسل ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وقد صلى في مسجد الكوفة، وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر به ليلة أسرى به فاستأذن الله به الملك فصلى فيه ركعتين، وصلاة الفريضة فيه الف صلاة، والنافلة فيه خمسمائة صلاة والجلوس فيه من غير تلاوة القرآن عبادة فأته ولو زحفا.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مشى إلى مسجد يطلب فيه جماعة كان له بكل خطوة سبعون الف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وان مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين الف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث.
وقال صلى الله عليه وآله: من سمع النداء في المسجد فخرج منه من غير علة فهو منافق إلا أن يريد الرجوع إليه.
وقال صلى الله عليه وآله: من بنى مسجدا ليذكر الله فيه بنى له بيت في الجنة ومن أعتق نفسا مسلمة كان ذلك العتق فدية له من جهنم، ومن شاب شيبته في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان القرآن حديثه والمسجد بيته بنى الله له بيتا في الجنة.