ينطلق لسان من يعقل بالاحتجاج بمثل هذا (1) في خلاف السنن الثابتة المتواترة (2) * قال علي: والصحيح من هذا. هو ما حدثناه عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن إسحاق ابن السليم ثنا ابن الاعرابي ثنا أبو داود ثنا محمد بن المثنى أن عمرو بن عاصم الكلابي حدثهم قال ثنا همام هو ابن يحيى عن قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مسجدها أفضل من صلاتها في بيتها) (3) * وروينا هذا الخبر بلفظ آخر كما حدثناه محمد بن سعيد بن نبات ثنا عباس بن أصبغ ثنا محمد بن قاسم ثنا محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن المثنى ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا همام عن قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها (4) * قال علي: هكذا بذكر المخدع ليس فيه للمسجد ذكر أصلا، ثم لو صح فيه أن صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في مسجدها وهذا لا يوجد أبدا من طريق فيها خير لما كانت فيه حجة، لأنه كأن يكون منسوخا بلا شك، بما ذكرنا من تركه عليه السلام لهن يتكلفن الكلف في الغبش، راغبات في الصلاة في الجماعة معه إلى أن مات عليه السلام، فهذا آخر الامر بلا شك * قال علي: مسجدها ههنا هو مسجد محلتها ومسجد قومها، ولا يجوز أن يظن أنه مسجد بيتها، إذ لو كان ذلك لكان عليه السلام قائلا: صلاتك في بيتك أفضل من صلاتك في بيتك، وهذه لكنة وعى، حرام أن ينبسا إليه عليه السلام *
(٢٠١)