عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: (كان أبو هريرة يصلى فيكبر حين يقوم، وحين يركع، وإذا أراد أن يسجد، وإذا سجد بعد ما يرفع من السجود وإذا جلس، وإذا أراد أن يقوم من الركعتين كبر، فإذا سلم قال: والذي نفسي بيده انى لأقربكم شبها بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما زالت هذه صلاته حتى فارق الدنيا (1). * ورويناه أيضا عن علي وابن الزبير وعمران بن الحصين، أما على وابن الزبير فمن فعلهما، وعن عمران مسندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) * حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث هو ابن سعد عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول: سمع الله لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة، ثم يقول وهو قائم: (ربنا لك الحمد) (3) وذكر باقي الخبر * وبهذا يقول أبو حنيفة وأحمد والشافعي وداود وأصحابهم * وقال مالك بذلك، إلا في التكبير للقيام من الركعتين، فإنه لا يراه إلا إذا استوى قائما، وهذا قول لا يؤيده قرآن ولا سنة ولا إجماع ولا قياس ولا قول صاحب، وهذا مما خالفوا فيه طائفة من الصحابة لا يعرف لهم منهم مخالف * وأما قولنا بايجاب تعجيل التكبير للامام فرضا فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إنما جعل الامام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا) فأوجب عليه السلام التكبير على المأمومين فرضا إثر تكبير الامام وبعده ولا بد، فإذا مد الامام التكبير أشكل ذلك على المأمومين