خلا النرجس واستعمال الطيب من البخور وغيره ما لم يصعد في أنفه فإنه روي: أن البخور تحفة الصائم، ولا بأس للصائم أن يتذوق القدر بطرف لسانه ويزق الفرخ ويمضغ للطفل الصغير، أحسنوا إلى عيالكم ووسعوا عليهم فإنه قد أروي عن العالم عليه السلام أنه قال: إن الله لا يحاسب الصائم على ما أنفقه في مطعم ولا مشرب وأنه لا إسراف في ذلك.
اجتهدوا في ليلة الفطر في الدعاء والسهر وصلوا ركعتين يقرأ في الركعة الأولى بأم الكتاب وقل هو الله ألف مرة وفي الثانية مرة واحدة وقد روي: أربع ركعات في كل ركعة مائة مرة قل هو الله أحد، وإذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تشر إليه ولكن استقبل القبلة وارفع يديك إلى الله وخاطب الهلال وكبر في وجهه، ثم تقول: ربي وربك الله رب العالمين، اللهم أهله علينا بالأمن والأمانة والإيمان والسلامة والإسلام والمسارعة فيما تحب وترضى اللهم بارك لنا في شهرنا هذا وارزقنا عونه وخيره واصرف عنا شره وضره وبلاءه وفتنته، ويستحب أن يتسحر في شهر رمضان ولو بشربة من الماء وأفضل السحور السويق والتمر مطلق لك الطعام والشراب إلى أن تستيقن طلوع الفجر، وأحل لك الإفطار إذا بدت ثلاثة أنجم وهي تطلع مع غروب الشمس.
فإذا صمته فعليك أن تظهر السكينة والوقار وليصم سمعك وبصرك عما لا يحل النظر إليه واجتنب الفحش من الكلام، واتق في صومك خمسة أشياء تفطرك: الأكل والشرب والجماع والارتماس في الماء والكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة، والخناء من الكلام والنظر إلى ما لا يجوز وروي: أن الغيبة تفطر الصائم وسائر ذلك ينقص الصوم، وأكثر في هذا الشهر المبارك من قراءة القرآن والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكثرة الصدقة وذكر الله في آناء الليل والنهار، وبر الأخوان وإفطارهم معك بما يمكنك فإن في ذلك ثواب عظيم وأجر كبير، فإن نسيت وأكلت أو شربت فأتم صومك ولا قضاء عليك.
واغتسل في ليلة تسع عشرة منها وفي ليلة إحدى وعشرين وفي ليلة ثلاثة وعشرين وإن نسيت فلا إعادة عليك، وكذلك، إن احتلمت نهارا لم يكن عليك قضاء ذلك اليوم، وإن أصابتك جنابة في أول الليل فلا بأس بأن تنام متعمدا وفي نيتك أن تقوم وتغتسل قبل الفجر