عند هؤلاء الاعلام، ونصّهم جميعاً على وثاقته وصحة ما يرد عنه، وأن كثيراً من الثقات وأئمة المذاهب أخذوا عنه، فلنسأل البخاري عن سبب عدم ايراده حديثاً واحداً عن الإمام الصادق في (صحيحه) الذي قالوا عنه «أنه أصح كتب الحديث»، إذ كيف ينقل عن الخوارج والمرجئة والمشبّهة في (صحيحه) ولا يشير- ولو مرة- الى بحر العلم الزاخر؟ وهل يساعد الوجدان السليم على هذا التعنّت؟.
4- ما قال أعلام المؤلفين:
قال الشهرستاني: «أبو عبد اللَّه جعفر بن محمّد الصادق وهو ذو علم غزير في الدين، وأدب كامل في الحكمة، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات.
وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم، ثم دخل العراق وأقام بها مدة، ما تعرض للإمامة قط، ولا نازع أحداً في الخلافة قط، ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، ومن تعلى الى ذروة الحقيقة لم يخف من حط. وقيل: من أنس باللَّه توحش عن الناس، ومن استأنس بغير اللَّه نهبه الوسواس» «1».
قال ابن حجر: «وخلف محمّد بن علي ستة أولاد أفضلهم وأكملهم جعفر الصادق، ومن ثم كان خليفته ووصيه، ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان. وروى عنه الأئمة الأكابر» «2».
قال أبو نعيم: «الإمام الناطق ذو الزمام السابق أبو عبد اللَّه جعفر بن محمّد الصادق. أقبل على العبادة والخضوع وآثر العزلة والخشوع ونهى عن الرئاسة والجموع» «3».
قال ابن عنبة: «ويقال له عمود الشرف ومناقبه متواترةٌ بين الأنام مشهورة