قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٤ - الصفحة ١٠٢
في القول، فأرسل اليه الربيع فلما حضر قال له الربيع: يا أبا عبد اللَّه اذكر اللَّه تعالى فانه قد أرسل لك من لا يدفع شره الّا اللَّه واني أتخوّف عليك. فقال جعفر: لا حول ولا قوة الّا باللَّه العلي العظيم.
ثم ان الربيع دخل به على المنصور فلما رآه المنصور اغلظ له في القول وقال:
يا عدو اللَّه اتخذك أهل العراق إماماً يجبون اليك زكاة أموالهم وتلحد في سلطاني وتتبع لي الغوائل، قتلني اللَّه ان لم أقتلك، فقال جعفر: يا أميرالمؤمنين ان سليمان أعطي فشكر وان أيوب ابتلي فصبر وان يوسف ظلم فغفر، وهؤلاء أنبياء اللَّه واليهم يرجع نسبك ولك فيهم أسوة حسنة.
فقال المنصور: أجل يا أبا عبد اللَّه ارتفع الى هنا عندي، ثم قال يا أبا عبد اللَّه ان فلاناً أخبرني عنك بما قلت لك، فقال أحضره يا أمير المؤمنين ليوافقني على ذلك، فأحضر الرجل الذي سعى به الى المنصور فقال: حقاً ما حكيت لي عن جعفر؟ استحلفه. فبادر الرجل وقال: واللَّه العظيم الذي لا اله الّا هو عالم الغيب والشهادة الواحد الأحد، وأخذ يعدد في صفات اللَّه تعالى. فقال جعفر: يا أمير المؤمنين يحلف بما أستحلفه، فقال: حلّفه بما تختار، فقال جعفر: قل برئت من حول اللَّه وقوّته والتجأت الى حولي وقوّتي، لقد فعل جعفر كذا وكذا، فامتنع الرجل فنظر اليه المنصور نظرة منكرة فحلف بها، فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وخرّ ميتاً مكانه. فقال المنصور: جروا برجله وأخرجوه.
ثم قال: لا عليك يا أبا عبد اللَّه أنت البري ء الساحة، والسليم الناحية، المأمون الغائلة، علي بالطيب فأتي بالغالية فجعل يغلب بها لحيته الى أن تركها تقطر وقال: في حفظ اللَّه وكلائته. والحقه يا ربيع بجوائز حسنة وكسوة سنيّة.
قال الربيع: فألحقته بذلك، ثم قال له يا أبا عبد اللَّه رأيتك تحرك شفتيك وكلما
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست