يا باقر العلم لأهل التقى | وخير من لبّى على الأجبل» «١» |
وقال صلاح الدين الصفدي: «الباقر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهم: أبو جعفر الباقر سيد بني هاشم في وقته. روى عن جديه الحسن والحسين ... وكان أحد من جمع العلم والفقه والديانة والثقة والسؤدد، وكان يصلح للخلافة وهو أحد الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد الرافضة عصمتهم، وسمي الباقر لأنه بقر العلم أي شقه.
وروي عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أنه قال لجابر بن عبد اللَّه الأنصاري: انك تلقاه فاقرأه مني السلام. وكان جابر آخر من مات بالمدينة من الصحابة وكان قد عمي آخر عمره، فكان يمشي بالمدينة، ويقول: يا باقر متى ألقاك؟ فمر يوماً في بعض سكك المدينة، فناولته جارية صبياً في حجرها فقال لها:
من هذا؟ فقالت: محمّد بن علي بن الحسين بن علي، فضمه الى صدره وقبّل رأسه ويديه، وقال: يا بني جدك رسول اللَّه يقرؤك السلام، ثم قال جابر: نعيت إليّ نفسي. فمات في تلك الليلة» «2».
وقال سبط ابن الجوزي: «وانما سمي الباقر من كثرة سجوده، بقر السجود جبهته، أي فتحها ووسعها، وقيل: لغزارة علمه ... روى عنه الأئمة: أبو حنيفة وغيره.
قال أبو يوسف: قلت لأبي حنيفة: لقيت محمّد بن علي الباقر؟ فقال: نعم، وسألته يوماً فقلت له: أأراد اللَّه المعاصي؟ فقال: أفيعصى قهراً؟ قال أبو حنيفة: فما رأيت جواباً أفحم منه. وقال عطاء: فما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم