وروى بإسناده عن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهما السلام، قال: «دخلت على جابر بن عبد اللَّه الأنصاري رضي اللَّه عنه فسلمت عليه فردّ علي السلام ثم قال لي: من أنت؟ وذلك بعد ما كفّ بصره، فقلت: محمّد بن علي بن الحسين، فقال: يا بني ادن زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب هو أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الامامية كان من سادات أهل البيت النبوي، مني، فدنوت منه فقبّل يدي، ثم أهوى الى رجلي يقبلها فتنحّيت عنه ثم قال لي: ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقرؤك السلام، فقلت: على رسول اللَّه السلام ورحمة اللَّه وبركاته، وكيف ذلك يا جابر؟ فقال: كنت معه ذات يوم فقال لي: يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلًا من ولدي يقال له محمّد بن علي بن الحسين يهب اللَّه له النور والحكمة، فاقرأه مني السلام» «1».
وروى الخزّاز بإسناده عن أبي خالد الكابلي، قال: «دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام وهو جالس في محرابه، فجلست حتى انثنى وأقبل علي بوجهه يمسح يده على لحيته، فقلت: يا مولاي أخبرني كم يكون الأئمة بعدك؟
قال: ثمانية، قلت: وكيف ذلك؟ قال: لأن الأئمة بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم اثنا عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين، وأنا الرابع، وثمان من ولدي أئمة أبرار، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلى، ومن أبغضنا وردّنا أو ردّ واحداً منّا فهو كافر باللَّه وبآياته» «2».
وروى بإسناده عن الزهري قال: «دخلت على علي بن الحسين في المرض الذي توفي فيه ... ووقع في نفسي أنه قد نعى نفسه، فإلى من نختلف بعدك؟ قال: يا أبا عبداللَّه، الى ابني هذا وأشار إلى محمّد ابنه، انه وصيي ووارثي وعيبة علمي ومعدن العلم وباقر العلم، قلت: يا ابن رسول اللَّه ما معنى باقر العلم؟ قال: سوف