يخرج اليه، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذاك فعلموا أن علياً كان يفعله» «1».
قال سبط ابن الجوزي: «اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها: أنه توفي سنة أربع وتسعين، والثاني، سنة اثنين وتسعين، والثالث: سنة خمس وتسعين، والأول أصح، لأنها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء، وكان سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعده سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وعامة فقهاء المدينة. أسند على الحديث عن أبيه، وعمه الحسن، وابن عباس، وجابر بن عبد اللَّه، وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وصفية، وعائشة في آخرين، وعاش سبعاً وخمسين سنة، وقيل: ثمان وخمسين وهو الأصح» «2».
روى علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب «أنه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة الّا سبحت بتسبيحه، ففزعت من ذلك واصحابي ثم قال: يا سعيد ان اللَّه جل جلاله لما خلق جبريل ألهمه هذا التسبيح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم، وهو اسم اللَّه عزّوجل الأكبر، يا سعيد أخبرني أبي الحسين عن أبيه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن جبريل عن اللَّه جل جلاله أنه قال: ما من عبد من عبادي آمن بي وصدق بك، وصلى في مسجد ركعتين على خلأ من الناس، الّا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم أر شاهداً أفضل من علي ابن الحسين عليه السّلام حيث حدثني بهذا الحديث، فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر وأثنى عليه الصالح والطالح، وانهال الناس يتبعونه حتى وضعت الجنازة فقلت: ان ادركت الركعتين يوماً من الدهر فاليوم، ولم يبق ثم لا رجل ولا