الحاكم العالم بالأشياء قبل كونها، الخالق إذ لا مخلوق، والرب إذ لا مربوب، والقادر قبل المقدور عليه، فقلت: أشهد أنك ولي اللَّه وحجته والقائم بقسطه وانك على منهاج أميرالمؤمنين وعلمه».
وقال أبو هاشم: «كنت عند أبي محمّد فسأله محمّه بن صالح الأرميني عن قوله اللَّه «وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا» «١».
قال أبو محمّد: ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه؟ قال أبو هاشم: فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى اللَّه وليه وجزيل ما حمله، فأقبل أبو محمّد عليّ فقال: الأمر أعجب مما عجبت منه يا أبا هاشم وأعظم، ما ظنّك بقوم من عرفهم عرف اللَّه ومن أنكرهم أنكر اللَّه فلا مؤمن الّا وهو بهم مصدّق وبمعرفتهم موقن.
وعنه، قال: سأل محمّد بن صالح الأرميني أبا محمّد عن قول اللَّه: «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ» «٢» فقال أبو محمّد عليه السّلام: له الأمر من قبل أن يأمر به، وله الأمر من بعد أن يأمر بما شاء فقلت في نفسي: هذا قول اللَّه: «٣» «أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ» «٤» قال: فنظر اليَّ وتبسم ثم قال «أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ».
قال ابن شهر آشوب: «قال أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل ان اسحاق