عدونا، فرجع الجواب: ان اللَّه عزّوجل يخصّ أولياءنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر وقد يعفو عن كثير منهم وهو كما حدّثتك نفسك الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا ونحن كهف من التجأ الينا ونور لمن استضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا. من أحبنا كان معنا في السام الأعلى ومن انحرف عنا مال الى النار» «1».
قال شاهويه بن عبد ربه: «كان أخي صالح محبوساً فكتبت الى سيدي أبي محمّد عليه السّلام أسأله عن أشياء أجابني عنها وكتب: ان أخاك يخرج من الحبس يوم يصلك كتابي هذا، وقد كنت أردت أن تسألني عن أمره فأنسيت فبينا أنا أقرأ كتابه إذا اناس جاؤوني يبشرونني بتخلية أخي فتلقيته وقرأت عليه الكتاب» «2».
روي أنه عليه السّلام لما حبسه المعتمد وحبس جعفراً أخاه معه وكان المعتمد قد سلمهما في يد علي بن حرين وكان المعتمد يسأل علياً عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم النهار ويقوم الليل فسأله يوماً من الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك، فقال المعتمد: امض يا علي الساعة اليه واقرأه مني السلام وقل:
انصرف الى منزلك مصاحباً، فقال علي بن حرين، فجئت الى باب الحبس فوجدت حماراً مسرجاً ودخلت اليه فوجدته جالساً قد لبس طيلسانه وخفّه وشاسيته، ولما رآني نهض فأدّيت اليه الرسالة فجاء وركب، فلما استوى على الحمار وقف، فقلت: ما وقوفك يا سيدي؟ فقال: حتى يخرج جعفر، فقلت له: انما أمرني باطلاقك دونه، فقال لي؟ ارجع اليه وقل له خرجنا من دار واحدة جميعاً وإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك مقالًا عنك، فمضى وعاد وقال له: يقول لك