قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطليّة، فدفعوا اليه الكتب والمال وقالوا: الذي وجّه بك لأخذ ذلك هو الإمام.
فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك، فوجّه المعتمد بخدمه فقبضوا على صيقل الجارية فطالبوها بالصبي فأنكرته وادّعت حبلًا بها لتغطّي حال الصبي، فسلّمت الى ابن أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان فجأة وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم، والحمد للَّه رب العالمين» «1».
قال أحمد بن مصقلة: «دخلت على أبي محمّد عليه السّلام فقال لي: يا أحمد ما كان حالكم فيما كان الناس فيه من الشك والارتياب، فقلت: لما ورد الكتاب بخبر مولد سيدنا عليه السّلام لم يبق منّا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم الّا قال بالحق، قال عليه السّلام: اما علمتم ان الأرض لا تخلو من حجة للَّه؟ ثم أمر أبو محمّد والدته بالحج في سنة تسع وخمسين ومائتين وعرفها ما يناله في سنة ستين، ثم سلّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح الى القائم الصاحب عليه السّلام وخرجت أم أبي محمّد عليه السّلام إلى مكة وقبض أبو محمّد في شهر ربيع الآخر سنة ستين ومائتين ودفن بسر من رأى الى جانب أبيه أبي الحسن عليه السّلام، وكان من مولده الى وقت مصيبته عليه السّلام تسع وعشرون سنة» «2».
روى محمّد بن أبي الزعفران عن أم أبي محمّد عليه السّلام قالت: «قال لي أبو محمّد يوماً من الأيام: تصيبني في سنة ستين حرارة أخاف أن أنكب فيها نكبة