اللَّه، والمتوكل من تعلم فان حرّضته عليه قتله وكان رسول اللَّه خصمك يوم القيامة. فقلت له: واللَّه ما وقعت منه الّا على كل أمر جميل.
ثم صرت به الى سر من رأى فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله فقال: واللَّه لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك، قال: فعجبت كيف وافق قوله قول اسحاق، فلما دخلت على المتوكّل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته، وأني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم وأن أهل المدينة خافوا عليه. فأكرمه المتوكل وأحسن جائزته وأجزل برّه وأنزله معه سر من رأى» «1».
قال خواجة بارسا البخاري: «ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل أقدمه من المدينة الى سامراء، وأسكنه بها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر الى أن توفي بها في أيام المعتز باللَّه ابن المتوكل، وسامرا بلدة بناها المعتصم باللَّه لعساكره ولما ضاقت بغداد على العساكر انتقل اليها بعسكره ويقال: سرّ من رأى، والعسكرية» «2».
قال ابن شهر آشوب: «ووجّه المتوكل عتاب بن أبي عتاب الى المدينة يحمل علي بن محمّد عليه السّلام الى سر من رأى. وكان الشيعة يتحدثون انه يعلم الغيب فكان في نفس عتاب من هذا شي ء فلما فصل من المدينة رآه وقد لبس لبادة والسماء صاحية، فما كان أسرع من ان تغيّمت وامطرت وقال عتاب: هذا واحد، ثم لما وافى شط القاطون رآه مقلق القلب فقال له: مالك يا أبا أحمد؟ فقال: قلبي مقلق بحوايج التمستها من أميرالمؤمنين، قال له: فان حوائجك قد قضيت، فما كان بأسرع من أن